قصة 18 :- دفين تركي في مكان غريب ! .

بسم الله الرحمن الرحيم

دفين تركي في مكان غريب ! .

على لسان راوي القصة يقول :-

لا اريد ان ادخل في مقدمات طويلة لتجربتي التي دامت لسنين في مجال البحث عن الدفائن والكنوز فقد كنت منذ المراهقه مغرم في هذا المجال واحلم في استخراج الكنوز والان تجاوز عمري الاربعين عاما , وأعيش لاجئ في دولة أوروبية مع عائلتي بعد ان قطعت اوصال وطني الحروب , واحببت ان اشارككم قصتي التي حدثت معي قبل سنوات لألفت نظر أخواني الباحثين عن الكنوز لعدة امور لعلي اكون سببا في رزق احدهم , وخصوصا في مجال الدفائن التركية ( العثمانية ) وقد وجدت صفحتكم المكان المناسب لنشرها , فقد سبق ورزقني الله بدفين تركي صغير ولا اريد ان احتكر القصة .

حدثت قصتي قبل ما يقارب التسع أعوام , كنت انا ومجموعه من الاصدقاء والجيران في نفس المنطقة التي اسكن فيها من المغرمين بالبحث عن الدفائن والكنوز , ولكن الدولة التي كنا نعيش فيها تفرض الكثير من القيود على هذا المجال , فلم يكن بامكاننا الحديث بحريه عن موضوع الدفائن وحتى الهاتف المحمول كنا نتجنب الحديث عليه , ولم يكن باستطاعتنا شراء الاجهزة المتخصصه باستخراج الذهب ( اجهزة كشف الذهب والمعادن ) كما يسمونها , وكان كل ما يمكننا استعماله هو سيخين من النحاس نشتريها من عند محال صيانة الثلاجات او محال العدة اليدوية لا يتجاوز ثمنها 2 دولار وكنا نواسي انفسنا ونسميها جهاز استشعاري , حيث كان يوجد آلاف الخبراء على هذه الاسياخ او مدعي الخبره ان صح التعبير وانا كنت احدهم , وكذلك انتشار ظاهرة خبراء الاشارات الحفر والنفر والاشارات التركيه كذلك .   

‪

افنيت سنوات كثيره منذ شبابي وانا ابحث عن الدفائن ولم يكن يمر اسبوع الا اخرج للحفر مره او مرتين , وهذا الامر كان يسبب لي بعض المشاكل العائلية , حيث كانت زوجتي تكره موضوع البحث عن الدفائن لخوفها علي , وتنتقد تأخري لوقت متأخر من الليل اثناء الحفر والتنقيب , وكانت زوجتي تكره اصدقائي الذين يخرجون معي للبحث كذلك , فقد كانت بيننا الكثير من الخلافات على هذا الموضوع , وكانت دائما تحبطني وتسخر مني ان كل هذا عبارة عن اوهام ولا يوجد شيء اسمه كنوز ودفائن مدفونه تحت الارض , لم اكن ابالي بهذه الخلافات وكنت دائما اخرج مع الشباب للبحث , في شتى الاماكن الاثريه والتي نشك ان فيها دفين , وقد اتجهنا بالفتره الاخيره من مشوارنا الى الدفائن التركية او العثمانية , وقد كانت سكة الحديد صديقنا ودليلنا فلم نكن نبتعد كثيرا عن السكة ودائما ما نبحث باماكن قريبه منها  , وقد شاهدنا الكثير من الاشارات المرسومه على سكة الحديد او بجوارها وهذا ما شجعنا كثيرا ورسخ فكرة استخراج الدفين التركي في اذهاننا .  

وفي احدى رحلاتنا الكشفية عن الذهب والدفائن صادفنا موقع اقرب ما يكون الى معسكر تركي قديم بجوار سكة الحديد على ربوة مرتفعه , حيث كان يوجد اثار لبناء حجري وكذلك بعض القبور القديمه التي تجنبنا العبث بها لحرمتها كونها كانت ذات اتجاه اسلامي , وكانت تربة المكان تميل الى اللون الاسود وتدل على ان هذا المكان كان فيه حركة كثيره للناس , واذكر ان ما دلنا على هذا المكان هو اشارة على سكة الحديد حيث كان يوجد عليها ثقب نافذ او طلقة نافذه كما يسمونها وعند النظر منها كنا نشاهد هذه الربوه التي عليها المعسكر القديم للاتراك , وقد قررنا انا والشباب الذين كانوا برفقتي ان نخصص كل وقتنا لهذا المكان ونركز بحثنا فيه لعل الله يرزقنا بدفين تركي , فقد كانت احلام ايجاد صناديق الذهب التركية لا تغادر تفكيرنا , وبالفعل كنا نتردد على هذا المكان كثيرا للحفر والبحث , وساعدنا على ذلك بعده عن الناس نوعا ما حيث كنا نذهب في وضح النهار ونأخذ معنا بعض الامور للتمويه اننا نقوم بالتنزه والصيد فقط , واذكر اننا تابعنا الحفر في هذا المكان لما يقارب الشهر ولم يكن هنالك منهجيه محدده لدينا للبحث فقط كنا نستعين بتحديد نقطة الصفر عن طريق اسياخ النحاس او عن طريق الحدس وبعض الاشارات على صخور المكان , وقد حفرنا اكثر من خمس حفر في المكان دون جدوى , ولكن كنا سريعي الملل فما ان يصل عمق الحفره الى مترين او اكثر بقليل كنا نيأس ونقوم بالحفر في مكان اخر مجاور , لا اذكر اننا صادفنا شيء ثمين اثناء الحفر سوى قطع كثيره جدا من الفحم وبعض القطع الحديديه التي تشبه السلاسل , وقطعه حديديه صدئه تشبه الهلال مستديره بقطر 10سم , وبعض حذوات الخيل الصدئه كذلك ,  وبعض الرصاصات الفارغه كذلك, وكانت على اعماق سطحيه لا تتجاوز متر واحد , وفي احدى الحفر وجدنا عظام حصان صغير وبجواره ما يشبه قذيفة المدفع قطعه اسطوانية من الحديد وثقيله نواعا ما ولكن ليست بالحجم الكبير جدا بطول 35سم وعرض 15سم تقريبا , كنا خائفين من الاقتراب منها لاعتقادنا انها لغم وقد ينفجر باي لحظه , ولكن احد الشباب كان ذو خبره سابقه في الجيش واخبرنا ان الالغام لا تأتي بهذا الشكل وكان اول من اقترب منها وحملها لكي يطمئننا , بعدها اصابنا اليأس من المكان بعد ان بذلنا جهد كبير في الحفر وقررنا ان نتركه بعد ان جزمنا انه لا وجود لدفائن او كنوز تركيه في المكان , وكنا نعلم دهاء الاتراك في اخفاء الدفائن وفي النهاية استبعدنا ان يكونوا قد وضعوا صناديق ذهب او دفين معين في نفس موقع المعسكر التركي الظاهر للعيان .

‪

تركنا هذا المكان وكعادتنا قمنا بتوزيع ما وجدناه فيما بيينا للذكرى حتى لو لم تكن هذه الاشياء ذات قيمة ماديه , وكل منا قام باخذ شيء معين من الرصاصات التركية الفارغه وحذوات الخيل والسلاسل الحديدية , أما أنا فقد اخذت القذيفة الحديدية , ووضعتها في صندوق سيارتي من الخلف , مرت الايام وبعد حوالي شهرين من الزمن , خرجت مع زوجتي واطفالي في نزهه في السياره وبعد وصولنا للمكان بساعات اصابني الملل وكعادتي كنت اقوم بالعبث بسيارتي لتمضية الوقت فوقعت عيني على تلك القذيفه الحديدية التي لم تنزل من السياره منذ ذلك الوقت , اخرجتها وجلست اقلبها يمينا وشمالا , واذكر اني وضعتها في مجرى للمياه في المنطقه التي كنا نجلس فيها , وبعد ساعه تذكرتها واخرجتها ولكني كنت انوي تركها في المكان وعدم اخذها معي , وعند تفحصي لها بعد اخراجها من المياه ظهر ما يشبه الغطاء الدائري في الجهة الخلفية منها , وفي منتصفه مكان لوضع ما يشبه مفك البراغي , وسريعا انتابني الفضول , واحضرت صندوق العده من سيارتي وحاولت فك هذا الغطاء بعد ان قمت برشه بمزيل صدأ كان معي وبعد جهد بدني قليل تمكنت من فك هذا الغطاء الصغير وكانت مليئة بالتراب الصلب المتماسك وبعد اخراج قليل من التراب باستخدام مفك البراغي وسيخ معدني كانت اكبر مفاجأه في حياتي حيث شاهدت ليره تركيه ذهبيه في الداخل اصابني الذهول او الجنون حتى , واصبحت اقوم بتفريغها من التراب بسرعه وتوالى سقوط العملات التركيه الذهبيه منها حيث كانت هذه القذيفه محشوه بالطين والليرات الذهبيه وكانت اشبه بحافظه معدنيه مجوفه من الداخل ومليئه بالعملات , كانت اكبر سعاده واجمل شعور يمكن ان يعيشه أي انسان من هواة البحث عن الكنوز والدفائن ومهما تحدثت لن استطيع وصف شعوري حينها , وخصوصا ان كل ما كنت املكه في تلك اللحضه من نقود لا يتجاوز ال30 دولار ,  وبعد اكمالي لتنظيفها من الداخل كانت تحتوي على 111 قطة ذهبيه رشادية تركيه , ولا اعلم لماذا هذا العدد بالذات تم وضعه ’ هل كانت هذه ثروة الشخص الذي دفنها ام انه تعمد وضع 111 فقط , وكذلك وجدت معها خاتم من الفضه مكتوب عليه الله اكبر, اخذت عائلتي وعدت مسرعا الى البيت , وفي اليوم التالي تمكنت من بيعها بمبلغ 32000 دولار ولا زلت احتفظ بخاتم الفضه الى يومنا هذا . اتمنى لجميع الاخوه الباحثين الرزق العاجل والتوفيق من الله وانصحهم بالتدقيق بمثل هذه الامور فلا تعلم ان يكون رزقك فقد كان كل تفكيرنا بصناديق الذهب التركيه , ولم يكن يخطر ببالي انني سأجد دفين داخل قطعه معدنيه تشبه القذيفه , وكان ذلك كله دون تحليل للاشارات ودون استخدام اجهزة الكشف عن المعادن والكنوز . واعلموا اخواني ان الدفائن التركيه الفرديه لم يكن لها قانون معين فهذا يرجع لتفكير الجندي والمواد المتاحه له لإخفاء دفينه وعملاته الذهبيه , وانصحكم ان لا تحصروا تفكيركم بالصناديق فقط عند البحث عن الدفائن التركيه بل قوموا بتوسيع دائرة الشك باي شيء تصادفونه , حتى لو كان تافه جدا بنظركم , اتمنى لكم الرزق من كل قلبي , واتمنى ان اعود لوطني باسرع وقت .

  

قم بالاعجاب بصفحة المدونة على الفيس بوك لقراءة جديد القصص فور نشرها

رابط الصفحة على الفيس بوك :ـ

https://www.facebook.com/gold.treasures.stories/

يمنع نسخ القصص الوارده في المدونه ( جميع الحقوق محفوظه)

https://www.gold-treasures-stories.blogspot.com/

يمكنك الاشاره الى رابط المشاركه وليس النسخ الحرفي للنص