قصص الباحثين عن الكنوز: قصة 5 : رزقني الله كنز دفين بدون عناء .

بسم الله الرحمن الرحيم

رزقني الله كنز دفين بدون عناء .

على لسان راوي القصه يقول :

كنت رجلا فقيرا متزوج وعندي طفلين لا اكاد اجد لقمة العيش ، وقوتي الوحيد احصل عليه من بعض الاغنام التي اقوم بتربيتها وكنت اسكن في قريه اخرى بعيدا عن منطقتنا اللي يسكن فيها اهلي واقاربي امضيت على هذا الحال عدة سنوات مريره لن انساها ما حييت حيث مرت علي ايام لا تجد زوجتي بعض السكر لاعداد ابريق من الشاي ، واكثر ما كان يؤلمني ويلهب الحرقه في صدري عندما يأتي احيانا بعض الاشخاص ميسوري الحال ويجلبون معهم بعض الاغراض ويعطون اطفالي بعض النقود بحجة زيارتي وانهم يحبون الجلوس معي وانا كنت اعلم داخليا ان هذه الزياره هي للتصدق علي واخراج زكاة اموالهم اكاد اشعر بالاختناق احيانا واتمنى الموت احيانا اخرى ، ولكن الحمدلله الرزاق اللذي يمهل ولا يهمل ، مرت عدة سنوات على هذه الحال والوضع يزيد سوء عندما كبر الاطفال وبدأت احتياجاتهم تزيد .

ولشدة فقري واحلامي بالثراء كنت مهتما جدا بالبحث عن الدفائن والكنوز ولا اذكر مر علي شهر لم اخرج للحفر عدة مرات على اقل تقدير ، احيانا لوحدي ، واخرى مع عدة اشخاص من القريه حيث كانت قريتنا واطرافها تعج بمختلف الاشارات الحفر والنفر التي تم تكسير وتخريب معضمها من قبل الحفيره والهواة والعابثين ، كما يوجد الاف من الجرون(حفره صغيره في الصخر باسلوب هندسي متقن باحجام مختلفه ) وعندما اقول الآف فأنا محق اكثر منطقه رأيتها في حياتي تنتشر فيها الجرون بمختلف الاشكال والاحجام هي قريتنا ؛ كل هذه الامور كانت دليلا واضحا على وجود حضاره راسخه في هذه المنطقه وتأكيدا لي ان باطنها مليء بالذهب والعملات والاثار والكنوز والدفائن والتحف ، ولكن كل محاولاتي للبحث والحفر والتنقيب لم اجني منها سوى التعب ولم اعثر على شيئ او احصل على اي مقابل ولكني لم أشعر باليأس يوما وكل مره اخرج فيها للحفر اكون متفائلا اكثر من سابقتها منذ بداية حياتي وانا على هذه الحال ، واكثر ما يثير اهتمامي في الحياه هو هذا المجال الذهب والدفائن وكنت شغوفا بالاشارات والعلامات والرموز ومهتما باجهزة الكشف عن المعادن والكنوز ، ولكن اكثر ما كان يثير تعجبي هو قريتنا المليئه بالاشارات والدلائل والجرون ولكن عندما نحفر لا نجد ما يدل على معالم حضاره او اي شيئ معين مشجع مثل غرف او خرب او ... الخ ، ولكن اكثر ما كان منتشرا هو المقابر التي تم نبش معضمها قديما وتوجد روايات ان هنالك اشخاص كثيرين استفادوا منها، والابار القديمه التي كانت عميقه جدا ومعضمها تم ردم بابه من قبل افراد القريه خوفا على الاطفال والمواشي من السقوط فيها .

في احد الايام ولا زلت اذكر التفاصيل الدقيقه جدا لذلك اليوم لانه غير حياتي للابد والحمد لله حيث خرجت صباحا في الساعه السادسه لكي ارعى الاغنام في منطقه قريبه من بيتنا وعدت في الساعه العاشره الى البيت لكي تقوم زوجتي بحلبها وعندها شعرت بالتعب قليلا وقررت اخذ قسط من الراحه في البيت وبالفعل فقد نمت قليلا لفتره لا تتجاوز النصف ساعه واذا بزوجتي توقضني من النوم بسرعه وتطلب مني ان اذهب وارى ماذا هنالك في الخارج حيث كان معظم اطفال القريه يتجمعون في الخارج بالقرب من بيتنا بجوار بئر قديم تم ردمه واطفالنا معهم وكانت خائفه على الاطفال من انهم وجدوا افعى او شيئ يشكل خطوره عليهم وبالفعل ذهبت مسرعا الى هناك وكنت اول رجل يصل من اهل القريه واذا بهم يتجمعون حول حفره كبيره هي غرفه تحت الارض بجوار البئر لا احد يعلم بوجودها وقد انهار سقفها فجأه وكان على احد اطرافها درجات من الحجاره تنزل الى اسفل قمت بطرد اطفال القريه وطلبت منهم العوده الى منازلهم وبدأت اتفحصها وكنت خائفا ان انزل فيها وما هي الا دقائق معدوده الا ومعضم رجال القريه وشبابها اتوا الى الموقع وبالفعل الكل كان يعتقد بوجود ذهب وكنوز ودفائن فيها فنزل البعض الى داخلها ولحقت بهم فورا طمعا بأن اجد شيئ كانت مذهله من الداخل حيث الجدران عليها ماده بيضاء مصقوله تشبه الجبس وهنالك عدة ممرات ضيقه ١متر*١متر وسراديب في ارضيتها وبعض الهياكل العضميه كانت كل هذه السراديب تؤدي الى غرف اخرى وبعضها يؤدي للبئر المجاور وكل غرفه جديده فيها العديد من الممرات الى غرف اخرى وكلها يوجد في ارضيتها قبور وعلى جوانبها رفوف عليها بعض الادوات الزجاجيه والفخاريه والمعدنيه والحجريه والجدران مزينه بنقوش ورسومات معظمها لنساء شبه عاريات ورجال دين اضن انها يهوديه قام كل منا بنهب شيئ ما ( ابريق زجاج. فخاريات ، ادوات معينه لا اعلم ما هي ) وكان الطمع ظاهرا على الجميع والكل يريد ان يغنم وساد على المكان الفوضويه والتخريب والعشوائيه والمل يلهث في البحث هنا وهناك اذكر اني دخلت احد السراديب ووجدت في نهايته غرفه صغيره جدا بالكاد استطيع السير فيها منحني الظهر وكان في داخلها قبر واحد في تابوت حجري طويل قمت بدفع الغطاء واذا بهيكل عظمي وشعر طويل ابيض اضن انه قبر انثى وكان فيه عدد من الحلي الذهبيه واباريق من الزجاج وبعض الخرز والاحجار الكريمه جمعتها في كيس كان بحوزتي وتكسر معظم الزجاج بسرعه وخرجت مسرعا لارى ان الجميع يسارع بالهرب والخروج وينادوا بأعلى صوتهم بأن الشرطه قد وصلت وبالفعل خرجت مسرعا وعدت الى البيت ونسيت ان لي اطفال ولم اسأل اين هم اصلا واذا بهم ولله الحمد مع زوجتي في البيت طلبت من زوجتي ان تخفي الكيس اللذي احضرته في زريبة الاغنام في مكان كنا نخفي فيه الاعلاف لاني كنت اشعر بخوف شديد ان الشرطه ستأتي لاعتقالنا وتفتيش المنازل .

‪

بعدها نظرت من باب بيتي واذا برجال الشرطه يطوقون المكان وبعدها بفتره اتت العديد من السيارات من وزارة الاثار وبدأو بالبحث في الموقع استمر تطويق المكان لثلاث ايام والعمل فيه من قبلهم بعدها قاموا بردمه بالجرافات ولم يقوموا باستجواب احد او تفتيش المنازل ، وبعد عدة ايام ذهبت الى الزريبه واخرجت الكيس اللذي احضرته ودخلت غرفتي لوحدي وكانت زوجتي والاولاد نائمين وافرغت محتوياته بلطف وكانت بعض اباريق الزجاج والاواني الزجاجيه الصغيره التي تضرر معضمها عند وضعها في الكيس وبعض القطع الزجاجيه الصلبه باشكال هندسيه والوان متنوعه وضعتها جانبا واخرجت الحلي والعملات الذهبيه ولم تكن كثيره عندما وزنتها فيما بعد كانت نصف كيلو ، وبقي في الكيس بعض الخواتم والاحجار الكريمه ولفت انتباهي قطعه دائريه من الزجاج مصقوله و شفافه تشبه الكره لونها يميل الى الزرقه كانت رائعه الجمال فعلا بحجم حبة برتقال تقريبا وكان فيها شيئ عجيب عندما تضعها بمواجهة الضوء تشاهد بداخلها انثى عاريه ورجل يعزف على اله وتريه وصور قرود تحيط بهم وتلك القرود تجلس على كتابات لا اعلم باي لغه ولكني اجزم انها يهوديه لا اعلم لماذا وعندما تقوم بتدوير الكره تبدأ الفتاه تتمايل وكانها ترقص ولكن الصور الباقيه ثابته شيئ يذهب العقل !! واذا وضعت الكره امامك على الارض لا تشاهد بداخلها شيئ سوى انها كره شفافه تميل الى الزرقه واذكر انها كانت ثقيله نوعا ما ، ارجعت كل شيئ الى الكيس وخبأته في صندوق حديدي عندي ولم استطع ان انام ليلتها من الفرح وبعدها بيومين اتاني رجل من القريه ومعه اشخاص لا اعرفهم وسألني اذا كنت املك شيئ اخرجته من تلك الغرف واريد بيعه وان هؤلاء الاشخاص مستعدين للشراء بعد تردد كبير اخبرتهم ان لدي بعض الاحجار الكريمه وبعض الاواني الزجاجيه فقط ، فطلبوا رؤيتها في الحال واذكر اني كنت خائفا جدا دخلت وفتحت الصندوق واخرجت الزجاج والاحجار الكريمة فقط وجلبته اليهم .. قاموا بفحص الحجاره وشعروا بالاسف لان بعض الاواني مكسره ولكنهم عرضوا علي شراء ما عرضت عليهم بمبلغ لا زلت اذكره جيدا ٢٣٠٠ دولار وافقت فورا وقد بدأ يزول الخوف وشعرت بارتياح عندما اخرج احدهم المال من حقيبه بحوزته واعطاني اياه لم اصدق فعلا شعرت اني احلم عندما امسكت المال ،، اخذوا الاغراض التي عرضتها ولفوها بقطع قماشيه ووضعوها في اكياس ورقيه وقبل خروجهم من عندي قال لي احدهم اذا كان عندك شيئ اخر اخبرنا قبل ان نذهب تذكرت موضوع الكره الزجاجيه وقلت لهم نعم هنالك قطعه مدهشه ووصفتها لهم وكم كان فضولهم عارما لرؤيتها بالفعل احضرتها لهم وقاموا بتفحصها جيدا لمده نصف ساعه وقد اذهلتهم فدفع لي احدهم ٥٠٠ دولار ثمنا لها فطلبت اكثر لاني رايت كم هم معجبين بها فرفض ذلك وقال انها عاديه وانه يريد ان يزين بها بيته فحسب ولكنه قال لي سادفع لك ٦٠٠ وهم بالخروج وبالفعل وافقت و بعتهم اياها وكم انا ساذج ونادم فعلا على بيعها خرج الرجال من بيتي وانا امسك بالنقود التي بلغت ٢٩٠٠ دولار وقد كان مبلغا ضخما في ذلك الوقت واكاد اطير من الفرح انا وزوجتي معا وحرصنا ان لا يعرف الاولاد بالموضوع ... في الحال جلبنا العديد من المشتريات للبيت والاطفال وكنا في غاية السعاده ، وبعدها بفتره ذهبت لتاجر واخبرته بما تبقى عندي وجاء الى منزلي ومعه ميزان وادوات للفحص وقام باخذ الذهب بقيمة١٣٥٠٠ دولار وباقي الامور الاخرى ب٣٠٠٠ دولار ... بعدها عملت في تجارة الاراضي برأس المال هذا وربنا اعطاني الرزق من اوسع ابوابه حيث اصبحت املك ثروه كبيره غادرت تلك القريه ورجعت الى مكان اهلي واقاربي وقد اصبح الكل يحترمني ويحسب لي الف حساب تزوجت ثلاث نساء فيما بعد وكلها زيجات غير موفقه انتهت بالطلاق وركبت اكثر من سياره فارهه وقمت ببناء بيت في مزرعه جميله واستثمرت باقي النقود في مصدر دخل ثابت وانا اعيش حياه كريمه ولله الحمد ... قد يتبادر الى ذهن السامع ان المبالغ التي ذكرتها في القصه قليله ولكنها في نهاية السبعينيات كانت مبالغ ضخمه حيث اذكر اني كنت اشتري دونم الارض ب٢٠٠ دولار في مناطق الان سعر الدونم فيها يقارب ال٢٠٠٠٠٠ دولار .