قصة 4 : مقام الولي الصالح وصناديق الذهب .

بسم الله الرحمن الرحيم

مقام الولي الصالح وصناديق الذهب

على لسان راوي القصه يقول :

كنا صغار في السن ان ذاك , ومصدرنا الوحيد للثقافه قبل الانترنت والتكنلوجيا وثورة الاعلام هو مراقبة آبائنا واجدادنا واستقاء الخبره والثقافه منهم , حيث كبرنا على بعض المعتقدات التي للأسف اكتشفنا فيما بعد انها تخلف وشرك بالله يا رب اغفر لنا .

كان هنالك في قريتنا مقام ( قبر ) لرجل يقول اهلنا انه من اولياء الله وانه رجل صالح بل حتى كل من يذكر اسمه على لسانه يجب ان يظهر الاحترام لئلا يؤثر عليه بكراماته حتى وهو ميت !! , كان هذا المقام عباره عن سلسله من الحجاره دائرية الشكل وبداخلها القبر وبجواره اثار لغرف من الطين وكان يقع في وادي فيه مجرى قديم للمياه ومنطقه تكثر فيها الاشجار المثمره على مساحة 200 متر مربع , كان اي شخص يمرض ويشتد المرض عليه يأخذوه الى القبر ويقوموا بالذبح عنده والتبرك فيه وكانوا مقتنعين انه سيتم شفاؤه في الحال , وكذلك العانس التي لم تتزوج يأخذوها هناك ويضعون قطعه من ملابسها على القبر وبعض النقود والطلب من الولي الصالح ان يزوجها , حتى قبل ان يقوموا بزراعة محاصيلهم يذهبون للتبرك في القبر وطلب التوفيق , وكانت المواشي عندما يصيبها المرض يذهبون ويطوفونها على القبر وكانت تشفى فعلا ولكن باذن الله وليس بهذا الشرك الاكبر طبعا , وكل تجمع في المساء لا يكاد يخلوا من قصص كرامات هذا الرجل والتبرك بالمقام وفائدته زواج صحه بركه الخ... .

مرت الايام وكبرنا في السن وانفتحنا على العالم واصبحنا ندرك ان كل هذا هو شرك بالله وانه لو كان هنالك ولي صالح فعلا فهو شخص ميت لا يضر ولا ينفع , اللهم اغفر لآبائنا واجدادنا يا رب , اصبحت مهتم في موضوع الكنوز والدفائن واصبحت شغلي الشاغل وكنت شغوفا بمقتنيات القبور والانتيكات الرائعه التي قد تجدها فيها وزاد شغفي تجربتي الناجحه في الاستفاده من دفائن ومقتنيات بعض القبور التي ندمت على بيعها بسعر بخس في الماضي , ذهبت الى احد اصدقائي القدامى واللذي له نفس اهتمامي وقمنا بالحفر مع بعضنا سابقا واستشرته اني انوي ان اذهب الى قبر هذا الولي الصالح واعبث بمنطقته بالحفر والتنقيب وأني اشك بوجود دفين كبير هناك وافقني الرأي ولكني لا انكر انه راودنا بعض الخوف من ان يصيبنا مكروه ان ذهبنا ربما بسبب تلك الخرافات التي زرعها اباؤنا واجدادنا في اذهاننا استعذنا من الشيطان وتوكلنا على الله وقررنا بالفعل ان نذهب لهذا المقام طالبين الرزق من الله .

وفي ليلة مقمره ذهبت انا وصديقي الى هناك ومعنا ادوات بسيطه للحفر وبدأنا بالحفر بشكل عشوائي بجانب القبر وداخل حرم المقام كانت التربه لينه جدا وفيها الكثير من قطع الفحم والاخشاب الصغيره , قمنا بالحفر هنا وهناك ولكن لم نقترب من القبر نفسه لانه قبر اسلامي ومحرم نبشه والعبث به اذكر حفرنا اربع حفر في تلك الليله وكل ما وجدناه خنجر قديم جدا وصدء وبعض الرصاصات القديمه جدا جدا حتى انها تحولت للون الاخضر من العفن والصدأ وبحفره اخرى قريبه من القبر وجدنا عظام وخفنا جدا ان تكون للولي الصالح ولكن اتضح لنا انها عظام لبغل كبير ورأسه مقطوع ومدفون تحت عظامه .. استغربنا وجوده في المقام ودفنه بجوار القبر !!

‪

عدنا ادراجنا في تلك الليله ولم نكن نشعر بأي تعب ربما لسهولة الحفر في ذلك المكان وليونة التربه والتشويق اللذي شعرنا به عندما وجدنا الخنجر والرصاصات وتاليا العظام , مرت سنه ولم نعود للمكان ثانية ظنا منا انه لا يوجد شيئ وانه قبر اسلامي , بعدها بفتره اتى رجلان اتراك الى منطقتنا ولولا انهم قالوا لنا انهم اتراك لما عرفنا ذلك لانهم يتحدثون العربيه بطلاقه وحتى بعض الكلمات العاميه من لهجتنا البدويه ويرتدون لباسنا العربي ايضا مكثوا عند كبير القريه وقالوا له ان هنالك قبر لاحد اجدادهم في المنطقه وكان معهم الوصف الدقيق ومكان بعض الاشجار المعمره ومجاري المياه والاتجاهات وابدوا رغبتهم بزيارته والصلاه عنده وكان هذا القبر هو قبر هذا الولي الصالح وبالفعل ذهبوا مع مجموعه من القريه الى هناك ووضعوا بعض النقود على القبر والطيب وقاموا بترميم الحجاره على جوانب القبر وصلوا هناك وظهرت ملامح الحزن والخشوع عليهم وطلبوا من كبير القريه ان يبيتوا هناك بجوار القبر ويعودوا للقريه في الصباح مستغلين سذاجه اهل القريه وتعاطفهم رغم رفض وجهاء القريه ذلك بحجة انهم ضيوف وعيب ان يناموا بالعراء ولكن اقنعوهم بذلك ببعض الملامح البريئه والاستعطاف وبالفعل رجع اهل القريه وبقي الاتراك عند المقام جاء صباح اليوم التالي وكان احد افراد القريه الذي تبرع باستقبالهم بتجهيز وليمه الغداء والبدء باعداد فطور لهم اصبحت الساعه العاشره صباحا ولم يأتوا .. ارسلوا بعض الشباب لاحضارهم ولكنهم عادوا وقالوا انه ليس هنالك احد عند المقام بل وان القبر تم حفره بالكامل صعق اهل القريه وذهبنا جميعا الى هناك .. كان شعور لا يوصف تم حفر القبر بشكر مربع بعمق مترين للاسفل وحفر دقيق ومنتظم يدل على العمل بأريحيه وعدم الاستعجال وكان هنالك مكان ظاهر للصناديق في اسفل القبر كان بإمكاننا عدها بسهوله وكانت بعدد اربع صناديق لا يخفى على احد انها كانت مليئه بـ الذهب التركي والكنوز التي تم اخراجها من القبر ولكن الغريب انه كيف استطاعوا حملها واين اختفوا بهذه السرعه ولماذا لم يفرغوا الصناديق وحمل ما بداخلها من ذهب فقط ! انطلق معظم شباب القريه في مختلف الاتجاهات ولم نجد لهم اثر , واتضح للجميع ان كل تلك الخرافات مجرد اشاعات نشرها الاتراك بين اجدادنا السذج لئلا يتم العبث بمكان الذهب و الدفين اللذي يخصهم ولا يوجد لما يسمى بالولي الصالح , ولكن الحمدلله على تفنيد الشرك بالله امام الجميع , ولو بقينا الف سنه في المكان لما قام احد باخراج هذا الدفين وصناديق الذهب تلك , فعلا نجح الاتراك بخداعنا ليس هذه المره فقط بل بخرافاتهم التي نشروها منذ مئة عام لحماية ذهبهم و ممتلكاتهم ودفائنهم وكنوزهم بخبرتهم بطبيعة ثقافتنا ودهائهم ومعرفتهم الدقيقه من اين تؤكل الكتف , فنصيحتي لكل الاخوان ان لا يصدقوا روايات الاولياء التي نشرها الاتراك في مجتمعاتنا وكانت سبب للشرك ورصد لحماية ذهبهم وكنوزهم .

يمنع نسخ القصص الوارده في المدونه ( جميع الحقوق محفوظه)

http://www.gold-treasures-stories.blogspot.com/
يمكنك الاشاره الى رابط المشاركه وليس النسخ الحرفي للنص