الثلاثاء، 7 مارس 2017

قصة ١٣ :- كنز دفين وجرار فخاريه باشارات مزوره .

بسم الله الرحمن الرحيم

كنز دفين وجرار فخاريه باشارات مزوره .

على لسان راوي القصة يقول :-

احد اقربائي كان من الباحثين عن الكنوز والدفائن وكان يحلم بالذهب طوال الوقت وقد امضى سنين طويله من حياته في الحفر والبحث والتنقيب ونبش القبور وافنى مبالغ طائله بين الشيوخ وبخورهم المكلف وبين الاجهزه وتحليل الاشارات ولكن لم يشاء الله ان يرزق بدفين ولا زال على هذه الحاله الى الان ، وبفترة من الفترات مر بضائقة ماديه و كان له قطعه كبيره من الارض يريد بيعها وكانت في منطقه نائيه نوعا ما ولا احد يريد شرائها حيث بقي يعرضها للبيع لشهور ولا احد يقبل عليها ، فاصابه الاحباط والحيره حتى انه عرضها بثمن بخس ولم يتقدم احد لشرائها ، وفي احد الايام قدم الى قريتنا بعض العائلات من جنسية عربيه واستأجروا بيوت وسكنوا عندنا وكان احد شبابهم يتقن حرفة الدق و النحت على الجبص والفخار وكان موهوبا وماهرا جدا ، وكان يقوم ببيع بعض القطع الفنيه والتحف الشرقيه التي يصنعها بنفسه في مشغل صغير داخل بيتهم اللذي استأجروه ، ولم يمضي شهر على قدومهم حتى استغل قريبي هذا الشاب بخبث شديد وبخطه محكمه للنصب والاحتيال لا تخطر على بال شيطان .

حيث دفع له مبلغ من المال مقابل ان يقوم بنحت بعض الاشارات المزوره في قطعة الارض التي يملكها والتي لم يشتريها احد ، من اجل ان يشاهدها كل من يأتي لرؤية الارض ويعتقد انها تحتوي على كنوز ودفائن وبالفعل هذا ما حدث حيث استغل صخرة عليها بعض الجرون الاصليه وقام بنحت قطف عنب وتمساح وتفاحه نفر و كلها مزوره ولكنها منحوته بغاية الاتقان وكل اشاره منها امامها جرن طبيعي من الجرون القديمه و الموجوده اصلا على تلك الصخره ، واستخدم بعض التقنيات التي لا اعلم تفاصيلها الدقيقه من اجل ان تبدوا هذه الاشارات قديمه حيث على حد علمي انه كان يشعل فوقها الفحم ، ويسكب عليها بعض المواد الكيماويه وتركها لعدة اشهر حتى بدت فعلا وكأنها اشارات قديمه واصليه ، ومن هنا بدأ مشوار النصب والاحتيال .

حيث بدأ يحظر بعض الاشخاص لرؤية الارض من اجل شرائها وكان قريبي يمر بهم بالقرب من تلك الصخره ويظهر لهم الغباء ويظهر لهم انه ليس لديه اي علم بموضوع الكنوز والدفائن حيث يمر بجوارها دون ان يلقي لها بالا وعند سؤاله عن هذه الاشارات يقول انه لا يعلم ماذا تعني وانها مجرد نقوش لحظارات قديمه ، ويركز على الجانب الجمالي بنحتها ويخفي معرفته بالجانب التكنيزي ولا يناقشه ابدا ، وسرعان ما انتشر خبر هذه الاشارات مثل النار في الهشيم ، حيث كان يحضر عدة مجموعات من الاشخاص يوميا لرؤية الارض ومحاولة شرائها طمعا بما تخفيه من كنوز حيث كان يعتقد الناس ان فيها مغارة منظوره عند رؤيتهم لتلك الاشارات ، وبعد ان رفض احد ان يشتري تلك الارض بثمن بخس في السابق اصبح التجار والباحثين عن الكنوز يتنافسون لشرائها وكل منهم يدفع سعر اكثر من الاخر وفي النهاية باعها قريبي لاحد الاشخاص بعد ان دفع سعرا مرتفعا جدا وعند سؤاله عن حاجته الى هذه الارض النائيه وسبب دفع هذا المبلغ لشرائها قال انه يريد ان يقيم عليها مصنعا معتقدا انه خدع قريبي بهذا الكلام ولا يعلم انه وقع فريسة للنصب والاحتيال ، فقد اشتراها طمعا بتلك الاشارات وما يمكن ان تدل عليه من كنوز ودفائن . 


وبعد ان تمت عملية البيع كنت شخصيا انتظر بشغف ماذا سيفعل هذا الرجل وكيف ستكون ردة فعله عند اكتشافه انها اشارات مزوره وان حلمه بالمنظور والذهب والدفائن والكنوز ذهب هباء منثورا وانه دفع ثمن هذه الارض اضعافا مضاعفه من اجل سراب ، ولكن سبحان الله لا يحيط المكر السيء الا بأهله وعلى نياتكم ترزقون ، فبعد مدة قصيره اتى صاحب الارض الجديد ، وقام باحضار مواد و ادوات للبناء من باب التمويه حتى لا يثير الشك انه يقوم بالبحث عن الدفائن والكنوز وبدأ بالحفر باستعمال الآلات والحفارات ، ولم يمضي اسبوع حتى هجر هذا الرجل الارض وترك معضم المواد كما هي , ومر شهر آخر ولم يأتي احد الى الارض وبدافع الفضول قررت ان اذهب واشاهد ماذا فعل ولماذا ترك كل شيء ولم يعد يأتي .

وبالفعل ذهبت الى ذلك المكان برفقة احد اصدقائي وذهلنا وتفاجأنا بما وجدنا هناك حيث ان هذا الرجل قد وجد دفينا كبيرا والله اعلم , لاننا شاهدنا اكثر من ثثلاث مغر ( كهوف ) مفتوحه بالقرب من الصخره الحاضنه للجرون والاشارات المزوره , وكانت قطع الفخار تملأ المكان وهي قطع جرار فخاريه كثيره جداا وقد تم كسرها , وعند دخولنا الى تلك المغر المفتوحه حديثا كانت مليئه ايضا بقطع الفخار المتناثره والعظام البشريه على ما اعتقد لانها كانت قديمه وباليه , وكان في تلك الكهوف من الداخل ما يشبه الرفوف والجوارير الصخريه كان يوضع فيها الجثث والجرار الفخاريه بحسب ضني حيث كانت اشبه بالمدافن , ولا ادري ان كانت تلك الجرار الفخاريه التي كانت هناك وتم تكسيرها مليئه بالكنوز والدفائن من الذهب والفضه والاثار والتحف التي تعود لهؤلاء الموتى , ام كان يوجد فيها بعض الحبوب والماء والحنطه فقط حيث اني لا اعلم الى أي زمن او حضاره تعود , فطقوس الدفن مختلفه من حضاره الى اخرى , فمنهم من كان يضع ثروة الميت معه عند وفاته من ذهب وكنوز ودفائن وحلي واغراض ثمينه حتى ادوات القتال خاصته ان كان محاربا , وبعض الحضارات كانت تضع بعض الحبوب والماء والبخور مع الميت في جرار فخاريه او ما شابه لضنهم انها ستنفعه في الحياة الاخرى , ولكن والله اعلم انه هذا الشخص الذي حفر بالمكان ووجد المدافن قد وجد شيئا ثمينا بداخلها , مما دفعه لان يستغني عن هذه الارض ويهجرها ويترك الكثير من مواد البناء والادوات التي لم يعد اليها ثانية لغاية تاريخ ارسالي لهذه القصه .

بعدها تركت المكان وعدنا الى القريه واخبرت قريبي الذي باع الارض بما وجدناه وشاهدناه , واحسست انه يكاد يموت غيضا وقهرا وهو يستمع الينا , حيث افنى حياته وهو يبحث عن الكنوز والدفائن ولم يجد شيئا , ووضع اشارات مزوره من اجل النصب والاحتيال وكانت افضل من الحقيقيه لانها دلت الشخص المشتري على موقع الدفين الذي كان بالقرب منها , سبحان الله . تركت قريبي وعدت الى منزلي وقد قام فورا وذهب ليشاهد بعينه ما رويناه له . 

هذه القصه تذكرني بقصه قصيره عن الاشارات المزوره رواها لي احد الاصدقاء : انه في احدى الدول العربيه كان هنالك فريق امني متخصص تابع للدوله لملاحقة الباحثين عن الكنوز والدفائن والاثار ومصادرة اجهزة الكشف عن المعادن التي بحوزتهم , وقد قام هذا الفريق بنحت مجموعه من الاشارات المزوره مثل التي وردت بالقصه مثل تمساح نفر وقرد نفر وتفاحه وسمكه الخ ... وقاموا بتصويرها ونشر الصور والاشاعه بين الناس عن هذا الموقع , وقد وضعوا المكان تحت المراقبه ليلا نهارا وكلما اتى شخص الى المكان ومعه جهاز للفحص قاموا بالقاء القبض عليه ومصادرة جهاز كشف المعادن الذي بحوزته والتحقيق معه , وكان هذا المكان اشبه بالمصيده وسببا في توقيف الكثيرين ومصادرة اجهزة كشف المعادن والكنوز التي كانوا يستعملونها , كل ذلك باستخدام اشارات مزوره تم نحتها حديثا على الصخور !!! .. 


gold treasure and pottery with fake signs




قم بالاعجاب بصفحة المدونة على الفيس بوك لقراءة جديد القصص فور نشرها
رابط الصفحة على الفيس بوك :ـ
https://www.facebook.com/gold.treasures.stories/


يمنع نسخ القصص الوارده في المدونه ( جميع الحقوق محفوظه)
يمكنك الاشاره الى رابط المشاركه وليس النسخ الحرفي للنص

هناك تعليقان (2):